جاري تحميل ... مدونة المفكر

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

شعب الجبارين: تركيع الغطرسة الإسرائيلية


محمد نفاع

 28/05/2021 



إن دعوة البعض، من نظم ومنظمات واشخاص الى "القضاء" على دولة اسرائيل او الكيان الصهيوني امر مرفوض ومرفوض جدا، وفيه اساءة الى مجمل كفاح شعبنا العربي الفلسطيني، خاصة في هذه الايام بعد تركيع الغطرسة الاسرائيلية ولأول مرة بهذا العمق والمصداقية، ومع هذا التضامن العالمي الذي لم يسبق له مثيل. الحديث ان هذا الكيان صار اوهى من خيط العنكبوت، ودبّ فيه الجفاف واليباس، هي اوهام.


فهذا ما استغلته اسرائيل على الدوام وهي تتستر على جرائمها التي قلما عرف التاريخ لها مثيلا.


 

وتحضرنا الاسباب الثلاثة الاساسية لانتصار الشعب الفيتنامي، وأولها وأهمها بطولة الشعب الفيتنامي في وجه الاستعمار الفرنسي وبعده الامريكي، وبالرغم من عدد شهدائه بأحدث الطائرات مثل "بي 52" التي كانت تنطلق من جزيرة "غوام" وفاشية هنري كيسنجر وامثاله. ولنذكر معارك "ديان بيان فو" وماي لاي ومجازر المحتلين، شعبنا لن يقل بطولة عن الشعب الفيتنامي بصموده وتمسكه بحقه العادل، من النادر ان نرى شعبا قدم من الشهداء والجرحى والسجناء والمعتقلين والمصادرة والملاحقات بنسبة ما قدمه هذا الشعب، دون ان يتنازل قيد شعرة عن حقه، وأثبت في هذه الجولة بطولة وحنكة وحكمة خارقة.


اما السبب الثاني فكان المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي قدمها الاصدقاء وفي طليعتهم الاتحاد السوفييتي بالرغم من الظروف القاسية المرتبطة يومها بالعلاقات السيئة بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد السوفييتي.


 

والسبب الثالث هو التضامن العالمي مع كفاح هذا الشعب واستحالة تركيعه والخسائر التي الحقها شباب الفيتكونغ بالمحتل، ووصل التضامن الى قطاعات واسعة داخل الولايات المتحدة نفسها، وموجة التضامن والتعاطف اليوم مع الشعب الفلسطيني تذكرنا بتلك الايام، خاصة في الولايات المتحدة، هنالك تقوم حركات شبابية ليس فقط لدعم فلسطين بل العداء للصهيونية كحركة عنصرية موالية للاستعمار وتمتد براثنها السامة الى العديد من بقاع الارض، دون حساب وعقاب، وتظهر انها مظلومة وانها هي الضحية.



ثم لا اعرف عمليا وعلى ارض الواقع ما يعني القضاء على الدولة او الكيان الاسرائيلي!! وكيف يتم ذلك، هذا مع رفضنا التام لهذا الوهم!!


كانت هنالك امكانية في سنوات الاربعين من القرن الماضي، لاقامة دولة لكل مواطنيها من العرب ومن اليهود الموجودين في فلسطين، وتمسكت عصبة التحرر الوطني بان فلسطين دولة عربية فيها اقلية يهودية، هذا لب تلخيص تلك الفترة كما اشارت اليه الرفيقة روت لوفتش في كتابها "اخترت حياة الكفاح"، بريطانيا أجهضت كل امكانية وفتحت باب هجرة اليهود الى فلسطين مع تعاطف العالم بعد وإبان مجازر هتلر والنازيين وأفران الغاز...


 

للشعب العربي الفلسطيني حق مشروع لا يتزعزع وهو انسحاب اسرائيل من كل شبر من الاراضي المحتلة سنة 1967، وقلع المستوطنات، وحق تقرير المصير وإقامة الدولة العربية الفلسطينية، والبند الأهم هو حق اللاجئين العرب الفلسطينيين بالعودة الى وطنهم، هذا ايضا ما سمعته من محمود درويش، القضية هي قضية الانسان الفلسطيني حتى قبل العاصمة، وهو مدعوم بقرارات من الامم المتحدة.


اما البعض الذين يطرحون ان حل الدولتين قد ولّى، والدعوة الى اقامة دولة واحدة دون عودة اللاجئين كشرط اساسي، هذا الطرح هو مكافأة لاسرائيل في احتلالها واستيطانها وكل موبقاتها. ان الدعوة الى اقامة دولتين اسوأ بكثير من قرار التقسيم المجحف بحد ذاته بحق الشعب الفلسطيني، والمقصود اقامة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع الى جانب اسرائيل.


ان الهدف من كفاح الشعب العربي الفلسطيني هو ارغام اسرائيل لتغيير سياستها واعترافها صاغرة بكل بنود الحق الفلسطيني وبالأساس حق اللاجئين في العودة، هذا يبدو اليوم في خانة شبه المستحيل في الواقع الملموس، لكن هذا الواقع راح يتزعزع بعد انتصار غزة وفلسطين.


حتى لاءات الخرطوم، من قبل الجامعة العربية لم تتطرق الى القضاء على اسرائيل بل قالت: "لا اعتراف، لا صلح، لا مفاوضات"، وجاءت الايام الغبراء زمن ترامب ونتنياهو وبدأ التطبيع على حساب الشعب الفلسطيني.


أذكر، عندما ذهبنا لنسلم على ياسر عرفات في غزة بُعيد وصوله اليها، والذي كان يحب ان يكرر، سأدعوك للصلاة في الاقصى قال له توفيق زياد: القدس ليست فقط مكان عبادة وصلاة مع اهمية ذلك، لكنها ايضا رمز سياسي وعاصمة.


 

وأكرر التأكيد على الحقيقة، اننا هنا عرب الداخل او عرب الـ 48.. جزء حي عظيم من شعبنا العربي الفلسطيني وفي نفس الوقت جزء من المجتمع في اسرائيل، ونقوم بهذا الدور بمنتهى الشجاعة والمسؤولية موجهين ضربة قاصمة الى يهودية الدولة، وقانون القومية الذي اتخذ في ايام الخضوع والركوع من نظم عربية في الخليج وغير الخليج، هذا التطبيع اخذ يترنح ويفقد قيمته وتأثيره وكل جوانب المهانة من نظم  العبيد للسيد الامريكي، وقد بجّها ترامب عندما قال لهذه النظم لولا حمايتنا لكم لما بقيتم في الحكم تحت ضغط شعوبكم، ولذلك ادفعوا مقابل ذلك اموالا طائلة وتنازلات، وستقول هذه الشعوب كلها وتضع وزنها الهائل في هذه المعركة.


اسرائيل خسرت امام المقاومة اللبنانية البطلة، وخسرت امام نجاح غزة وصواريخها، هذا هو الدرس الجوهري من قوة المقاومة. اليوم غيره بالامس، وبلا اية مبالغة، وعلى جماهيرنا العربية هنا ان تكون على أتم اعداد واستعداد لكل الظروف، ومحاربة العنف والتشرذم وخطر انقسام العرب هنا الى مسلمين وغير مسلمين، بهمة السيد منصور عباس.. وعلى جمهوره ومؤيديه استخلاص العبر من هذا الخطر، وتعزيز انتمائنا جميعا الى شعبنا العربي الفلسطيني والبقاء في هذا الوطن الغالي، وإحباط كل محاولات السلطة لخلق ثغرات في هذه الوحدة التي هي الضمان لوجودنا هنا.

الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *