جاري تحميل ... مدونة المفكر

إعلان الرئيسية

أخر الموضوعات

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات

الأول من ماي. فرصة للتحدي !

 



ان الأول من ماي يبقى دائما، يوم تحدي و احتاج . نعم يوم  الاحتجاجات والتظاهرات وإظهار القوة الطبقية للطبقة العاملة العالمية. صحيح هو  يوم واحد، و لكنه يوم أممي . يوم توحد و انفجار  تتفاعل من خلاله ولمدة سنة كاملة او سنوات من النضال الطبقي وتتفجر في لحظة ما، كل المظالم والاستغلال وانعدام العدالة والحقوق، والفقر والجوع.. ان انفجار بركان الغضب الجماهيري هذا، يحتاج الى وقت معين تتوفر فيه شروط رفع التحدي . 

اذا أخذنا بعين الاعتبار الأوضاع التي تمر بها تونس من  الحكومات المتتالية العميلة و الفاسدة و المتصلة لخدمة الصنادديق الناهبة، و اللوبيات الداخلية و الخارجية نرى بان تراكم السخط يزداد يوما بعد يوم سواءً بتراكم المعاناة والحرمان او بتحطم الأوهام عما يسمى بالعملية السياسية . ان تراكم السخط الجماهيري بالنسبة للطبقة العاملة و عموم الشعب المفقر و المهمش وانفجارها يحتاج الى نقطة حرجة لاندلاعها،  و قد تكون على الابواب و خاصة بعد استعداد المافيات السياسة الحاكمة لرفع الدعم قريبا بامر من اسيادها ويحتاج الى تهيئة الوقت المناسب لانطلاق شرارتها وان اليوم المناسب لهذا النضال الطبقي هو تظاهرات الأول من ماي عندما يتجمع العمال والجماهير الكادحة لبيان مطالبهم وحقوقهم ومستحقاتهم.. ان الانفجار الجماهيري والشعبي له نقطته الحرجة وله الشروط التي يندلع على اثرها، ولكن بالنسبة لجماهير الطبقة العاملة ونضالها الطبقي لها يومها ولها وقتها وهو يومها النضالي الطبقي في الأول من ماي ولهذا يعتبر هذا اليوم يوما نضاليا وطبقيا ينفجر فيه الغضب العمالي ويتضامن العمال مع بعضهم، و تتظاهر معلنة قوتها ووحدتها وإمكانيتها الثورية لتغير الأوضاع حسب طريقتها وخدمةً لاهدافها.

في اوضاع تونس الحالية تحت ظل الصراعات  والصراعات الإقليمية والدولية، غطى الغموض قليلا على الصراع الطبقي الأصلي في المجتمع، مما جعل من هذا الصراع صراعا ثانويا، تحت غبار المشاكل والصراعات الرجعية . ومن أجل هذا؛ ضرورة الحضور الميداني والمستقل للطبقة العاملة في يومها التضامني العالمي ، يجعل من الصراع صراع تحرر و انعتاق تحرر من التبعية التحرر من الفقر والبؤس  . صراعا رئيسيا وإبرازه الى السطح بشكل واضح وجعل المشاكل العمالية والاهداف العمالية مشاكلنا وأهدافا رئيسية في المجتمع ولتترك الطبقة العمالية بصمتها المميزة في جميع الأصعدة .. ان هذا هو مهمتنا نحن .

ان الاهتمام بيوم العمال العالمي والاهتمام بجمع العمال في الساحات والميادين والمسيرات العمالية ومشاركة القادة وفعالي العمال في التجمعات والاهتمام بخطاباتهم وأقوالهم ونظراتهم لطرح مسائلهم ومشاكلهم الطبقية وتوحيد أصوات العمال حول شعاراتهم ومطالباتهم هي السمة الطبقية المميزة التي تقع على عاتق التقدميين عامة و الشيوعيين خاصة واجب تفعيلها والقيام بها.. وان جعل هذا اليوم، مناسبة لطرح بيانا نضاليا وطبقيا وان تصل الى اسماع المجتمع برنامجها ونظامها السياسي والاقتصادي وتعلن رؤيتها لحل جميع مشاكل المجتمع هي الفرصة التاريخية لتقدم الحركة العمالية .. انه ليس يوما عاديا او عيدا وانما يوم النضال والوحدة والتضامن وكذلك يوم تمرين النموذج العمالي لتحرير المجتمع من الاستغلال الطبقي وتمرين نموذج السلطة وأهدافها وعالمها لسعادة الانسان..

ان الاستعداد لهذا اليوم يتطلب اشهر والعمل الشاق من قبل من يؤمن به وفعالي الحركة العمالية وفي مقدمتها نقاباتهم و الاحزاب التقدمية المعادية المشروع المهيمن.. ان الاستعداد العملي والترتيبات العملية وحتى النظرية الثورية ، ضرورية في جعل الأول من ماي يوما نضاليا وتضامنيا لوحدة الصفوف الطبقة العاملة ولنفرض رؤيتنا ورؤية الطبقة العاملة على مسار الحياة اليومية ومشاكلها وان يكون الحل العمالي طابعا اجتماعيا تقدميا في المجتمع. علينا ان نأخذ هذا اليوم كيوم الطبقي وكمواجهة طبقية وكصراع طبقي مع الطبقة البرجوازية والرأسمالية وأصحاب الأموال والأراضي والأملاك والبنوك والمصانع .. ونقوي الحلقات التضامنية وتوسيعها وان نبني شبكات مختلفة لتقوية أواصرها الطبقية .. وهذا هو مضمون وفلسفة وجود اليوم العمالي.

ان الأول من ماي  لهذه السنة كما في السنة الماضية المتزامنة مع وجود الوباء القاتل كوفيد19 الذي يجعل من تجمع العمال فيزيقيا عملا مؤذيا لانتشار الوباء القاتل وقتل أبنائنا من العمال، ولكن هنالك ابتكارات عديدة من الممكن ان تملئ هذا الفراغ ويكون آمنا نسبيا ولكن من الناحية الطبقية سيبقى الاستعداد والتضامن والوحدة جوهرها الأصلي ومع انتهاء من هذا الوباء يكون قد بنينا خطوة الى الإمام . ولهذا يبقى جوهر المسألة وهي الاستعداد الطبقي يكون شاخصا ومستعدا وينتظر شرارة بسيطة ليندلع ضرامها.

اليوم نحتاج اكثر من أي وقت اخر ان نكون سويةً وان نكون واسعي الصدر وان نتحمل بعضنا البعض رغم اختلافاتنا لإظهار القوة الطبقية في يومنا الطبقي.. ونحاول إبراز السمة الطبقية لنضالنا في هذا اليوم بوجه العملاء و مصاصي الدماء.. ليس بوسعنا الا هذا. النضال من اجل خلاص المجتمع من براثن التبعية و التفقير الممنهج .. حان الوقت ان نستعد وان نحضر حركتنا لشرارة كبرى آتية ومن الممكن ان يكون بدء هذه الشرارة في الأول من ماي يوم التضامن العمال العالمي .

الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *